مشاريع التدفئة
إنقاذ النفس البشرية هو من أجل الأعمال وأفضلها عند الله، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل، "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، فقد شبه الله سبحانه وتعالى إنقاذ نفس بشرية واحدة بأنه أحيا الناس جميعاً منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام حتى يوم القيامة، ولهذا كان القدر عظيماً، والثواب عند الله كبيراً.
النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، "ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل كبد رطبة أجر متفق عليه. وفي رواية للبخاري : فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة.
تخيل أخي الكريم أن النبي الكريم قال لأصحابه، أنه في كل كبد رطب أجر، لكن ما قامت به منظمة سفير للمساعدات الإنسانية، كان مشروع التدفئة للإنسان والحيوان، ليمر الشتاء دافئاً على أهلنا في الشمال السوري.
مشروع التدفئة
مشروع التدفئة في الشتاء هو أحد المشاريع الهامة التي تقوم بها منظمة سفير للمساعدات الإنسانية، وجاء الاقتراح من العاملين في المنظمة بعد بحث وتدقيق لأحوال أهلنا في الشمال السوري، وما هي أولويات العمل الخيري الذي يحتاجون إليه.
وبعد البحث تبين أن معظم أهالي الشمال ما زالوا يعيشون في خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، فكانت الفكرة أن نعمل على تدفئة الجو في الشتاء القارص، حيث تغطي الثلوج أرجاء الخيام، وتكون درجات الحرارة تحت الصفر.
وبالفعل، لاقى هذا المشروع تفاعلاً كبيراً من قبل المتبرعين، والذين رأوا فيه إنقاذاً لحياة آلاف من البشر، فقد معظمهم منازلهم جراء الحرب في سوريا، كما جاء الزلزال الأخير الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي، ليقضي على ما تبقى من هذه المنازل، ليكون الشارع هو ملجأهم الوحيد، ليفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء.
وتعلم المنظمة أن ما تقدمه ليس كافياً لأهلنا في الشمال السوري وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث كانت المنظمة تتمنى أن يكون ما تقدمه هو منازل إيواء عاجل، ولكن بحسب ما يتاح للمنظمة فإنها تعمل على التقليل من برد الشتاء قدر المستطاع.
منظمة سفير للمساعدات الإنسانية
تسعى المنظمة من خلال مشاريعها المختلفة للتخفيف عن أهلنا في الشمال السوري، كما أن من أهداف المنظمة إخراج جيل قرآني حافظاً لكتاب الله، فاهماً لمعانيه وأحكامه.
كما تستهدف المنظمة أن تكون هذه الخيام مدارس لتعليم كل مناحي الحياة، ليخرج منها الطفل على قدر من المسؤولية المجتمعية التي تؤهله لأن يكون نافعاً لغيره، قادراً على الكسب، مواكباً لتكنولوجيا العصر، يستطيع أن يتولى شؤون بيته وحياته.