كتب. دكتور محمد عماد صابر: دعوة للتفكير والتأمل (من منظور الغرب) في السلوك والمظهر الإسلامي

الصفحة الرئيسية

أخبارنا

كتب. دكتور محمد عماد صابر: دعوة للتفكير والتأمل (من منظور الغرب) في السلوك والمظهر الإسلامي

كتب. دكتور محمد عماد صابر: دعوة للتفكير والتأمل (من منظور الغرب) في السلوك والمظهر  الإسلامي



جميل أن تكون ذا مظهر إسلاميّ،  لكن هل تعرف كيف يريدك الغرب ووكلاؤه من بني جلدتك ؟ يريدونك مسلمًا شعائريًا  بمعنى أن تكون متمسكًا بمظاهر الإسلام في شكله لا جوهره ، متمسكًا بالشعارات لا متمثلًا أو مطبقًا لها، تطلق النظريات ولا تسعى لتجريبها، يريدونك أن تعيش في عمق تاريخك وأمجادك التي تستهويك، لسان مقالك كانوا وكانوا، ولسان حالك لا أكون ولا كائن، يريدونك أن تبقى في الماضي المتحضر هروبًا من الواقع المتعثر، يريدونك كلما طرحوا عليك جديدًا تظهر لهم  إنجازات الحضارة الإسلامية في الماضي ( كنا نملك وكان لدينا )، يريدونك أن تتقوقع في ماضيك بل تتمثله في خيالك لا واقعك، لأنه غير مناسب لحياتهم.

انتبه؛ لا تعطهم الفرصة بتصوراتك المحدودة عن عالمك أنت لا عالمهم هم، لا تعطهم الفرصة بالمزيد من الانعزال عن عالمهم بدعوى أنه يكفيك عالمك، لاتعطهم الفرصة بدعوى أن لهم الدنيا وأنت لك الآخرة، أو أن كل ما يفعلونه غثاء والآخرة خير وأبقى.

ما تستشهد به في الغالب يرضيك في عالمك ويرضيهم لعزلتك، لكنه خارج السباق والسياق.. هكذا فهمك قد يكفيك عالمك، لو عشت وحدك تمثل نفسك، لكن عندما تتحدث عن دين ووطن وأمة، انتظر فالمسألة مختلفة، فهناك الكثير ليس من حقك، لأنك انتقلت من مربع الحق الشخصي إلى مربع حقوق الآخرين وواجباتك نحوهم.

كن مسلمًا هذا حقك، لكن مسلمًا كما أرادك الإسلام، لا كما أردت أو  أوصلك فهمك الذي لا يتسع لأفهام وأقوال وأفكار غيرك.

الإسلام هو دين الإنسانية بلا منازع، هل تعلم ذلك؟ وهو الذي يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، وهو الذي يدعم الحياة الإنسانية، وهو الذي يمنح الإنسان  التفوق، والبصيرة في اتخاذ القرارات بعد النظر  في معايشة الحاضر و استشراف المستقبل، فإن كنت لا تستطيع أن تقدم إسلامك لمن حولك ممن خالفك الفكر والرأي والمعتقد، فهل تستطيع أن تقدمه لعالم  حائر خائر جائر؟

لا تتعجل في الدفاع فأنت لست متهمًا، ولا تتلمس رأسك فليست هناك "بطحة"، لكن تلمس عقلك والعالم حولك، كيف يفكر؟، كيف يدبر؟، كيف يدير؟، الإسلام دين الإنسانية نعم، وداعمها وحاميها وصمام الأمن فيها، ولكن كيف؟ هذه هي المسألة.